الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: خزانة الأدب وغاية الأرب (نسخة منقحة)
.الخبر عن رغبة وبطونهم من هلال بن عامر من هذه الطبقة الرابعة. هذه القبيلة إخوة رياح ذكر ابن الكلبي أن زغبة ورياحا أبناء أبي ربيعة بن نهيك ابن هلال بن عامر هكذا نسبهم وهم لهذا العهد مما يزعمون أن عبد الله يجمعهم بكسر دال عبد ولم يذكر ابن الكلبي ذلك وذكر عبد الله في ولد هلال فلعل انتسابهم إليه بما كلفهم واشتره دونهم وكثيرا ما يقع مثل هذا في أنساب العرب أعني انتساب الأنباء لعمهم أو كافلهم والله أعلم.وكانت لهم عزة وكثرة عند دخولهم أفريقية وتغلبوا على نواحي طرابلس وقابس وقتلوا سعيد بن خزرون من ملوك مغراوة بطرابلس ولم يزالوا بتلك الحال إلى أن غلب الموحدون على أفريقية وثار بها ابن غانية وتخيرت إليه أفاريق هلال بن رياح وجشم فنزعت زغبة إلى الموحدين وانحرفوا عن غانية فرعوا له حق نزوعهم وصاروا يدا واحدة مع بني يادين من زناتة في حماية المغرب الأوسط من ابن غانية واتباعه واتصلت مجالاتهم ما بين المسيلة وقبلة تلمسان في القفار وملك بنو يادين وزناتة عليهم التلول.ولما ملكت زناتة بلاد المغرب الأوسط ونزلوا بأمصاره دخل زغبة هؤلاء التلول وتغلبوا فيها ووضعوا الأتاوة على الكثير من أهلها بما جمعهم وزناتة من البداوة وعصبية الحلف وخلا قفرهم من ظعونهم وحمايتهم فطرقته عرب المعقل المجاورون لهم من جانب المغرب وغلبوا على من وجدوا من مخلف زغبة هؤلاء بتلك القفار وجعلوا عليهم خفارة يأخذونها من إبلهم ويختارون عليهم البكرات منها وأنفوا بذلك وتآمروا وتعاقدوا على دفع هذه الهضمة وتولى كبرها من بطونهم ثواب بن جوثة من سديد كما نذكره بعد فدفعوهم عن أوطانهم من ذلك القفر ثم استفحلت دولة زناتة وكفحوا العرب عن وطن تلوهم لما انتشأ عنهم من العيث والفساد فرجعوا إلى صحرائهم وملكت الدولة عليهم التلول والحبوب واستصعب الميرة وهزل الكراع وتلاشت أحوالهم وضربت عليهم البعوث وأعطوا الأتاوة والصدقة حتى إذا فشل ريح زناتة وداخل الهرم دولتهم وانتزى الخوارج من قرابة الملك بالقاصبة وجدوا السبيل بالفتن إلى طروق التلول ثم إلى الغلب فيها ثم غالبوا زناتة عليها فغلبوهم في أكثر الأحايين وأقطعتهم الدولة الكثير من نواحي المغرب الاوسط وأمصاره في سبيل الاستظهار بهم فتمشت ظعونهم فيه وملكوه من كل جانب كما نذكره وبطون زغبة هؤلاء يتعددون من يزيد وحصين ومالك وعامر وعروة وقد اقتسموا بلاد المغرب الأوسط كما نذكر في أخبارهم..بنو يزيد بن زغبة. كان لبني يزيد هؤلاء محل من زغبة بالكثرة والشرف وكان للدول به عناية فكانوا لذلك أول من أقطعته الدول من العرب التلول والضواحي أقطعهم الموحدون في أرض حمزة من أوطان بجاية مما يلي بلاد رياح والأثابج فنزلوا هنالك ولجوا الثنايا المفضية إلى تلول حمزة والدهوس وأرض بني حسن ونزلوها ريفا وصحراء وصار للدولة استظهار بهم على جباية تلك الرعايا من صنهاجة وزواوة فلما عجزت عساكر بجاية من جبايتهم دفعوهم لها فأحسنوا في اقتضائها وزادت الدول بهم تكرمة وعناية بذلك وأقطعتهم الكثير من تلك الأوطان ثم غلب زناتة الموحدون على تلك الأوطان فاقتطعوها عن أوطان بجاية وأصاروها عن ممالكهم.فلما فشل ريح زناتة وجاش بحر فتنتهم مع العرب استبد بنو يزيد هؤلاء بملكه تلك الأوطان وغلبوا عليها من جميع جوانبها فرغوا لجبايتها واقتضاء مغارمها وهم على ذلك لهذا العهد وهم بطون كثيرة فمنهم حميان بن عقبة بن يزيد وجواب وبنو كرز وبنو موسى والمرابعة والخشنة وهم جميعا بنو يزيد بن عيسى بن زغبة وإخوانهم عكرمة بن عيسى من ظعونهم وكانت الرياسة في بني يزيد لأولاد لاحق ثم لأولاد معافى ثم صارت في بيت سعد بن مالك بن عبد القوي بن عبد الله بن سعيد بن محمد بن عبد الله بن مهدي بن يزيد بن عيسى بن زغبة وهم يزعمون أنه مهدي بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق نسب تأباه رياستهم على غير عصبتهم وقد مر ذلك قبل.وربما نسبهم آخرون إلى سلول وهم بنو مرة بن صعصعة أخي عامر بن صعصعة وليس بصحيح لما قلناه وقد يقال: إن سلولا وبني يزيد إخوة ويقال لهم جميعا أولاد فاطمة وبنو هؤلاء ثلاثة بطون: بنو ماضي بن رزق بن سعد وبنو منصور بن سعد وبنو زغلي بن رزق بن سعد واختصت الرياسة على الظعون والحلول ببني زغلي وكانت لريان بن زغلي فيما علمناه ثم من بعده لأخيه ديفل ثم لأخيهم أبي بكر ثم لابنه ساسي بن أبي بكر ثم لإبنه معتوق بن أبي بكر ثم لموسى ابن عمهم أبي الفضل بن زغلي ثم لأخيه أحمد بن أبي الفضل ثم لاخيهما علي بن أبي الفضل ثم لأبي الليل بن أبي موسى بن أبي الفضل وهو رئيسهم لهذا العهد وتوفي سنة إحدى وتسعين وخلفه في قومه ابنه وكان من أحلافهم فيما تقدم بنو عامر بن زغبة يظعنون معهم في مجالاتهم ويظاهرونهم في حروبهم وكانت بين رياح وزغبة فتنة طويلة لعهد موسى بن محمد بن مسعود وابنه شبل أيام المستنصر بن أبي حفص فكان بنو يزيد هؤلاء يتولون كبرها لمكان الجوار وكان بنو عامر أحلافهم فيها وظهراءهم وكان لهم على مظاهرتهم وضيعة من الزرع تسمى الغرارة وهي ألف غرارة من الزرع وكان سببها فيما يزعمون: أن أبا بكر بن زغلي غلبته رياح على الدهوس من وطن حمزة أزمان فتنته معهم فاستنصر بني عامر فجاءه أولاد شافع وعليهم صالح بن بالغ وبنو يعقوب وعليهم داود بن عطاف وحميد وعليهم يعقوب بن معروف واسترجع وطنه وفرض لهم على وطنه ألف غرارة من الزرع واستمرت لبني عامر.فلما ملك يغمراسن بن زيان تلمسان ونواحيها ودخلت زناتة إلى التلول والأرياف كثر عيث المعقل وفسادهم في وطنها فجاء يغمراسن ببني عامر هؤلاء من محلاتهم بصحراء بني يزيد وأنزلهم في جواره بصحراء لتمسان كيادا للمعقل ومزاحمة لهم بأقيالهم فنزلوا هنالك وتبعتهم حميان من بطون بني يزيد بما كانوا بطونا وناجعة ولم يكونوا حلولا فصاروا في عداد بني عامر لهذا العهد وتولت بنو يزيد بلاد الريف وخصبه فأوطن فيه أكثرهم وقال أهل الناجعة منهم الأفاريق من عكرمة وبعض بطون عيسى يظعنون مع أولاد زغلي في قفرهم وأقصروا عن الظعن في القفر إلا في القليل ومع أحلافهم من ظعون رياح أو زغبة وهم على ذلك لهذا العهد ومن بطون بني يزيد بن عيسى زغبة هؤلاء بنو خشين وبنو موسى وبنو معافى وبنو لاحق وكانت الرياسة لهم ولبني معافى قبل بني سعد بن مالك وبنو جواب وبنو كرز وبنو مربع وهم المرابعة وهؤلاء كلهم بطن حمزة لهذا العهد ومن المرابعة حي ينجعون بضواحي تونس لهذا العهد وغلب عليهم بسبب زغبة والله الخلاق العليم.
|